فوضى القبول في الجامعات.. إلى متى؟!

حينما أعلنت وزارة التعليم العالي في الشهر الماضي استعدادها بقبول 306 آلاف طالب وطالبة، في الجامعات الحكومية، تفاءل الجميع خيرًا، وتوقعنا أن الجامعات جاهزة لتسجيل واستيعاب جميع خريجي وخريجات المرحلة الثانوية بيسر وسهولة. لكن ما حدث في جامعات: الطائف، وأم القرى، وطيبة، والقنفذة، وربما في جامعات وكليات أخرى لم تنقلها عدسات الإعلام، يؤكد أن تصريحات الوزارة حبر على ورق، بل تُدبّج خلف المكاتب الفارهة، بعيدًا عن واقع وإمكانات وأمزجة مسؤولي الجامعات.
• على سبيل المثال تقدّم لجامعة الملك عبدالعزيز في جدة أكثر من 70 ألف طالب وطالبة، وتم قبول 20 ألفًا منهم، و50 ألفًا عليهم أن يبحثوا عن مقاعد في كوكب آخر؛ لأن كل جامعة رفضت أعدادًا مماثلة في نطاقها الجغرافي مثلها مثل جامعة المؤسس!!
• ليس من المنطق أن يتّجه جميع خريجي الثانوية العامة إلى التعليم العالي، ولا بد من توجيههم إلى قطاعات التعليم الفني، والمهني، والوظائف العسكرية، ولكن: هل هذه البدائل متاحة وممكنة، وتضمن لخريجيها القبول والتوظيف بعدالة؟!
• المتقدّمون لاختبارات الثانوية هذا العام 375 ألفًا، وإذا صدقت تصريحات منسوبي التعليم العالي فإن 306 آلاف سيتم قبولهم، وسيتبقى 70 ألفًا على رصيف الانتظار، والخشية أن يتخرّج بعد 5 سنوات70% من المقبولين، وينضموا إلى طوابير البطالة؛ لأنهم قُبلوا في تخصصات نظرية، ومسارات عفا عليها الزمن، ولا يحتاجها سوق العمل!
• الذي أستغربه أن الطاقة الاستيعابية تكتمل سريعًا، ويُغلق القبول.. فجأة يُفتح القبول في الموازي، والتعليم عن بُعد، والسنة التأهيلية، والمجتمع، وغيرها... فكيف تكتمل الطاقة الاستيعابية للانتظام، وفجأة يجد الطالب مقعدًا مدفوع القيمة، أو بدون مكافأة؟!
• يا سادة يا كرام مشكلات القبول تتكرر كل عام، وجامعاتنا لا زالت تتخبّط وتتباين في أنظمتها، وشروطها، فهل من حلول جذرية تتواكب مع تطلعات ولاة الأمر، وتوازي حجم الدعم الذي تتلقاه الجامعات، من أجل استيعاب شباب الوطن؟ لعلّ وعسى.
magz@gmail.com
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS
تبدأ بالرمز ( ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى
88591 - Stc
635031 - Mobily
737221 - Zain